مراحل الولادة
تُعتبر ولادة الطفل تجربة خاصةً وفريدة من نوعها، إذ لا يمكن تطابق أيّ ولادتين، ولا توجد طريقة للتنبؤ بكيفية سير عملية الولادة، إلا أنّه يمكن معرفة مراحل عملية الولادة وما الذي يمكن أن تتوقعه الحامل بشكلٍ عام، وتُقسم عملية الولادة إلى ثلاث مراحل رئيسية؛ وهي المرحلة الأولى التي تمتد من بداية المخاض الحقيقيّ حتى توسّع عنق الرحم بالكامل إلى 10 سم، ثم المرحلة الثانية التي تمتد من بعد توسع عنق الرحم إلى 10 سم حتى خروج الطفل، وأما المرحلة الثالثة فهي مرحلة خروج المشيمة.
المرحلة الأولى للولادة
تُعدّ المرحلة الأولى من المخاض المرحلة الأطول ضمن المراحل الثلاث، وتشمل ثلاث مراحل :
المرحلة المُبكّرة : التي تبدأ من بداية المخاض حتى توسّع عنق الرحم إلى 3 سم، والمرحلة النشطة التي تبدأ من وقت تمدد الرحم من 3 سم حتى يتوسع إلى 7 سم، وأخيراً المرحلة الانتقالية وتبدأ من وقت توسع عنق الرحم إلى 7 سم حتى يصل إلى التوسع الكامل أي إلى 10 سم، ومن الجدير بالذكر أنّ كل مرحلة تتميز بمشاعر وتحديات جسمية مختلفة، وفيما يلي بعض التفاصيل للمراحل الثلاث المرحلة المبكرة: تمتدّ هذه المرحلة من 8-12 ساعة تقريباً، وتستمرّ الانقباضات فيها، وتكون مدّة كل منها بين 30-45 ثانية، وتكون فترة الراحة بين الانقباضات المتتالية 5-30 دقيقة، ومن الجدير بالذكر أنّ الانقباضات أو التقلصات تكون في العادة خفيفة وغير منتظمة إلى حدٍ ما، ولكنّها تصبح أقوى وأكثر تكراراً، وقد يصاحب هذه الانقباضات ألم في أسفل الظهر، وانقباضات الحيض، كما أنّ ماء الرأس قد ينزل نتيجة ما يُعرف باسم تمزّق الكيس الأمنيوسيّ، ويمكن أن يحدث في أي وقت خلال المرحلة الأولى من المخاض، وعليه تُنصح الحامل خلال هذه المرحلة بمحاولة الاسترخاء، وعدم الإسراع بالذهاب إلى المستشفى أو مركز الولادة، وشرب الكثير من الماء، وتناول وجبات خفيفة وصغيرة، كما أنّها تُنصح بإشغال نفسها بشيءٍ معين مثل تنظيف الخزانة، أو تحضير الحقيبة للولادة، أو إعداد وجبات الغداء لليوم التالي.
المرحلة النشطة: تستمر المرحلة النشطة لمدة 3-5 ساعات، وتحدث التقلصات خلال هذه المرحلة كل 45-60 ثانية مع 3-5 دقائق من الراحة بينها، كما تشعر الحامل بانقباضات أقوى وأطول، وهنا يجب على الحامل التوجه إلى المستشفى أو مركز الولادة، وتُنصح الحامل في هذه المرحلة بالبدء بتقنيات محددة للتنفس، وتجربة بعض تمارين الاسترخاء بين التقلصات، كما تُنصح بتبديل وضعيتها خلال هذا الوقت، ومحاولة المشي، وأخذ حمام دافئ، وكذلك الاستمرار في شرب الكثير من الماء، والتبوّل بشكلٍ دوري.
المرحلة الانتقالية: تستمر هذه المرحلة من 30 دقيقة إلى ساعتين تقريباً، حيث يتسع عنق الرحم من 8 إلى 10 سم، وتحدث التقلصات خلال هذه المرحلة كل 60-90 ثانية مع راحة مدتها 30 ثانية إلى دقيقتين بينها، وتتميّز الانقباضات في هذه المرحلة بأنّها طويلة، وقوية، وشديدة، ويمكن أن تتداخل، وتُعدّ هذه المرحلة الأصعب ولكنّها الأقصر، وقد تعاني الحامل فيها من الهبات الساخنة، أو القشعريرة، أو الغثيان، أو القيء، أو الغازات، وتحتاج الحامل في هذه المرحلة إلى الكثير من الدعم الخارجي.
المرحلة الثانية للولادة
تُسمّى هذه المرحلة مرحلة الدفع لخروج الجنين، وتبدأ من المخاض عندما يتمدد عنق الرحم بشكلٍ كامل إلى 10 سم، وتستمر هذه المرحلة حتى يمرّ الطفل عبر قناة الولادة والمهبل، وقد تمتد إلى ساعتين أو أكثر، ومن الجدير بالذكر أنّ الانقباضات تختلف عن المرحلة الأولى، حيث تتباطأ لتحدث كل 2 إلى 5 دقائق وتستمر حوالي 60 إلى 90 ثانية، وتشعر المرأة أثناء هذه المرحلة برغبة قوية في دفع الجنين أثناء الانقباضات، وتُنصح المرأة بالراحة قدر المستطاع بين فترات الدفع، وأن تدفع عندما يطلب منها الطبيب ذلك، ومن الممكن أن تحاول المرأة بعض الوضعيات التي تساعد على الدفع مثل القرفصاء، أو الاستلقاء على أحد الجانبين مع رفع الساق للأعلى، أو الاستلقاء على اليدين والركبتين، بالإضافة إلى أخذ نفس عميق قبل الانقباضات وبعدها، وقد تتلقّى المرأة بعض الأدوية للتخفيف من الألم، وقد تتعرّض لما يعرف ببضع المهبل (بالإنجليزية: Episiotomy) الذي يتم عن طريق إجراء شق صغير بين فتحة الشرج والمهبل لتوسيع فتحة المهبل، وقد يُلجأ إليها لمساعدة الطفل على الخروج بشكلٍ أسرع أو لمنع حدوث التشققات الكبيرة وغير المنتظمة في جدار المهبل، وعندما يُولد الطفل، فإنّ الطبيب يحمله بحيث يكون رأسه للأسفل لمنع دخول السائل الأمنيوسي، والمخاط، والدم، إلى رئتيه. المرحلة الثالثة للولادة تبدأ المرحلة الثالثة من المخاض بعد ولادة الطفل وتنتهي عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم وتمرّ عبر المهبل، وتُعدّ هذه المرحلة أقصر مرحلة في الولادة، وقد تستمر من بضع دقائق إلى 20 دقيقة، وتشعر المرأة خلالها بالانقباضات لكنّها تكون أقل إيلاماً، وقد تتمّ خياطة المهبل في حال إجراء بضع المهبل أو التعرّض لتمزق صغير أثناء الولادة.
ما بعد الولادة
بعد خروج المشيمة، يجب أن يتقلص الرحم ويصبح مشدوداً، بحيث تشعر به المرأة في الجزء العلوي من البطن حول مستوى السرة، وخلال هذه المرحلة يتحقق الطبيب والممرضة أنّ الرحم عاد إلى مكانه بشكلٍ طبيعيّ، ويتم تدليكه إذا لم يرجع إلى مكانه، إذ إنّ تقلصات الرحم تساعد على قطع نزيف الأوعية الدموية المفتوحة التي بقيت بعد المشيمة، وإذا لم يتقلص الرحم بشكلٍ صحيح، فسوف يستمر النزيف بغزارة من تلك الأوعية، وفي هذه المرحلة تُنصح المرأة التي ترغب بالرضاعة الطبيعية بأنّ تضع شفاه الطفل بالقرب من ثديها لبعض الوقت، حيث يبدأ معظم الأطفال بالرضاعة في الساعة الأولى بعد الولادة إذا أُتيحت لهم الفرصة، ومن الجدير بالذكر أنّ الرضاعة الطبيعية تساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وهو الهرمون ذاته الذي يُسبّب التقلّصات، ممّا يساعد على انقباض الرحم ورجوعه إلى الوضع الطبيعيّ، وفي الحقيقة قد تشعر المرأة التي تلد للمرة الأولى بتقلصات قليلة بعد خروج المشيمة، في حين أنّ المرأة التي أنجبت عدة أطفال تستمر لديها التقلصات العرضية ليوم أو يومين متتاليين، وتُشبه في آلامها تقلصات الحيض القوية، وقد تشعر المرأة أيضاً بقشعريرة، وهو أمرٌ طبيعي ولا يدوم طويلاً.